الفقه

الدرر السنية في الأجوبة النجدية




الدرر السنية في الأجوبة النجدية

(ج: 13 - ص: 60)

سورة الفاتحة
قال شيخ الإسلام: محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله ورضي عنه بمنه وكرمه: اعلم أرشدك الله لطاعته، وأحاطك بحياطته، وتولاك في الدنيا والآخرة: أن مقصود الصلاة وروحها ولبها، هو إقبال القلب على الله تعالى فيها، فإذا صليت بلا قلب فهي كالجسد الذي لا روح فيه.
ويدل على هذا قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} [سورة الماعون آية: 4-5] ، ففسر السهو بالسهو عن وقتها - أي إضاعته -، والسهو عن ما يجب فيها، والسهو عن حضور القلب. ويدل على ذلك الحديث الذي في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ` تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق، يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني شيطان، قام فنقر أربعا، لا يذكر الله فيها إلا قليلا ` 1 فوصفه بإضاعة الوقت، بقوله: ` يرقب الشمس ` 2 وبإضاعة الأركان بذكره النقر، وبإضاعة حضور القلب بقوله: ` لا يذكر الله فيها إلا قليلا ` 3.
__________
1 مسلم: المساجد ومواضع الصلاة (622) ، والترمذي: الصلاة (160) ، والنسائي: المواقيت (511) ، وأبو داود: الصلاة (413) ، وأحمد (3/102، 3/149، 3/185) ، ومالك: النداء للصلاة (512) .
2 مسلم: المساجد ومواضع الصلاة (622) ، والترمذي: الصلاة (160) .
3 مسلم: المساجد ومواضع الصلاة (622) ، والترمذي: الصلاة (160) .