فتاوى اللجنة الدائمة - 1
فتاوى اللجنة الدائمة - 1
(ج: 4 - ص: 289)
والسلام بذبحه، أهو ولده إسماعيل أو ولده إسحاق عليهما الصلاة والسلام؟
ج: إن من سنة الله تعالى أن يبتلي عباده؛ ليميز الخبيث من الطيب، ويرفع من شاء من أنبيائه وأوليائه ما شاء، وليمحص الذين آمنوا ويمحق الكافرين، وممن تابع الله تعالى عليهم الابتلاء خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فكان مثال الكمال في الوفاء في جميع ما ابتلاه ربه به، قال الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} (¬1) وأثنى عليه تعالى بقوله: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} (¬2)
وكان مما ابتلاه الله به أن أراه في المنام أنه يذبح ولده، ورؤيا الأنبياء حق، فعزم إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام على تحقيق رؤياه؛ امتثالا لأمر ربه ووفاء له، وعرض ذلك على ابنه فاستجاب له، فلما أسلما وجههما لله، وبذل إبراهيم ما في وسعه من أسباب الذبح العادية، أكرمه الله وولده وفدى الذبيح بذبح عظيم، وخلد لخليله ثناء عاطرا مدى الدهر، وبشره بإسحاق نبيا من الصالحين، وبارك عليه وعلى إسحاق عليهما السلام، قال الله تعالى: {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ} (¬3) {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} (¬4) {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ} (¬5) {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} (¬6) {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} (¬7) {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ} (¬8) {قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (¬9) {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ} (¬10) {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} (¬11) {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ} (¬12) {سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ} (¬13) {كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (¬14) {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ} (¬15) {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ} (¬16) {وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ} (¬17)
¬__________
(¬1) سورة البقرة الآية 124
(¬2) سورة النجم الآية 37
(¬3) سورة الصافات الآية 99
(¬4) سورة الصافات الآية 100
(¬5) سورة الصافات الآية 101
(¬6) سورة الصافات الآية 102
(¬7) سورة الصافات الآية 103
(¬8) سورة الصافات الآية 104
(¬9) سورة الصافات الآية 105
(¬10) سورة الصافات الآية 106
(¬11) سورة الصافات الآية 107
(¬12) سورة الصافات الآية 108
(¬13) سورة الصافات الآية 109
(¬14) سورة الصافات الآية 110
(¬15) سورة الصافات الآية 111
(¬16) سورة الصافات الآية 112
(¬17) سورة الصافات الآية 113
- المجلد الأول (العقيدة 1)
- المجلد الثاني (العقيدة 2)
- المجلد الثالث (العقيدة 3)
- المجلد الرابع (التفسير)
- المجلد الخامس (الفقه - الطهارة)
- المجلد السادس (الصلاة 1)
- المجلد السابع (الصلاة 2)
- المجلد الثامن (الصلاة 3)
- المجلد التاسع (الجنائز والزكاة)
- المجلد العاشر (الزكاة والصيام)
- المجلد الحادي عشر (الحج والعمرة)
- المجلد الثاني عشر (الجهاد والحسبة)
- المجلد الثالث عشر (البيوع 1)
- المجلد الرابع عشر (البيوع 2)
- المجلد الخامس عشر (البيوع 3)
- المجلد السادس عشر (اللقطة - الوقف - الوصايا - الفرائض - العتق)
- المجلد السابع عشر (الحجاب والزينة)
- المجلد الثامن عشر (النكاح 1)
- المجلد التاسع عشر (النكاح 2)
- المجلد العشرون (الطلاق)
- المجلد الحادي والعشرون (الرضاع - الكفارات)
- المجلد الثاني والعشرون (الحدود - الذكاة والصيد)
- المجلد الثالث والعشرون (الأيمان - النذور - الإمامة)
- المجلد الرابع والعشرون (كتاب الجامع 1)
- المجلد الخامس والعشرون (كتاب الجامع 2)
- المجلد السادس والعشرون (كتاب الجامع 3)