فتاوى نور على الدرب لابن باز
فتاوى نور على الدرب لابن باز
(ج: 2 - ص: 302)
87 - التفصيل بين زيارة القبور الشرعية والزيارة الشركية
س: عندنا أناس يزورون القبور، وخاصة قبور الأولياء ويذبحون عندها الذبائح، فإذا قلت هذه بدعة يقولون: ليست بدعة نحن نعملها لله؛ هل هذا العمل وارد في السنة وهل هو صحيح، أفيدونا أفادكم الله وجزاكم الله خيرا؟ (¬1)
ج: زيارة القبور على الوجه الشرعي سنة، النبي عليه الصلاة والسلام قال: «زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة (¬2) » ، فإذا زار قبرا ليدعو له وليتذكر الآخرة والموت، فهذا كله طيب، فقد زار النبي القبور عليه الصلاة والسلام ودعا لأهلها وأمر الناس فقال: «زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة (¬3) » وكان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية (¬4) » ، وفي حديث عائشة رضي الله عنها كان يقول: «يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين (¬5) » .
أما زيارتها لغير ذلك زيارتها لدعاء الموتى والاستغاثة بهم وطلب الشفاعة منهم أو النصر على الأعداء، فهذه يقال لها: زيارة شركية، هذه زيارة منكرة، بل هي شرك أكبر؛ لأن دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات والنذر لهم شرك أكبر، وهكذا الذبح لهم كأن يذبح بقرة أو
¬__________
(¬1) السؤال السابع من الشريط، رقم 250.
(¬2) أخرجه ابن ماجه في كتاب ما جاء في الجنائز، باب ما جاء في زيارة القبور، برقم 1569.
(¬3) أخرجه ابن ماجه في كتاب ما جاء في الجنائز، باب ما جاء في زيارة القبور، برقم 1569.
(¬4) أخرجه مسلم في كتاب الجنائز، باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها برقم 975.
(¬5) أخرجه مسلم في كتاب الجنائز، باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها برقم 974.