الفقه

مجموع الفتاوى لابن باز




مجموع الفتاوى لابن باز

(ج: 23 - ص: 318)

وقال عز وجل: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (¬1) هذه حال أكثر الخلق، أعرضوا عن دين الله وعن ما جاءت به الرسل، وعن ما خلقوا له، فأشبهوا الأنعام، كما قال تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} (¬2) فلا يليق بالمؤمن ولا يليق بالعاقل أن يتشبه بالأنعام، بل يتفهم ويتعلم ويتفقه في الدين، حتى يعرف ما أوجب الله عليه، وما حرم الله عليه، ليحذر مشابهة الأنعام من الإبل والبقر والغنم ونحوها، بل يتعلم ويتفقه في الدين ويسأل. قال تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (¬3) فأنت مأمور بأن تتفقه في الدين وتتعلم، حتى تعلم ما أوجب الله عليك، وما حرم عليك، حتى تعرف العبادة التي أنت مخلوق لها، وهذه العبادة هي الإسلام، هي دين الإسلام، هي الإيمان والهدى، هي
¬__________
(¬1) سورة سبأ الآية 20
(¬2) سورة الفرقان الآية 44
(¬3) سورة النحل الآية 43