الفقه

مجموع فتاوى ورسائل العثيمين




مجموع فتاوى ورسائل العثيمين

(ج: 14 - ص: 152)

مثال: القضاء للناس بالرزق الواسع والأمن والطمأنينة والهداية والنصر إلخ.
فهذا الخير في القضاء والمقضي.
وأما قضاؤه بالشر فهو خير في القضاء، شر في المقضي.
مثال ذلك: القحط وامتناع المطر، فهذا شر لكن قضاء الله به خير.
قال الله تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم: 41) .
فلهذا القضاء غاية حميدة، وهي: الرجوع إلى الله تعالى من معصيته إلى طاعته، فصار المقضي شراً، وصار القضاء خيراً.
`وقنا شر ما قضيت`:
`ما` هنا اسم موصول، والمعنى أي شر الذي قضيته، فإن الله تعالى يقضي بالشر لحمة بالغة حميدة.
`إنك تقضي ولا يقضى عليك`:
فالله تعالى يقضي على كل شيء؛ لأن له الحكم التام الشامل.
`ولا يقضى عليك`:
فلا يقضي عليه أحد. فالعباد لا يحكمون على الله، والله يحكم عليهم، العباد يسألون عما عملوا، وهو سبحانه (لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) (الانبياء: 23) .
`إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت`:
وهذا كالتعليل لقولنا فيما سبق: `وتولنا فيمن توليت` فإذا