الفقه

مجموع الفتاوى لابن باز




مجموع الفتاوى لابن باز

(ج: 4 - ص: 371)

الأمراض أو نحوها فإن هذا يكون من جنس ابتلاء الأنبياء والرسل رفعا في الدرجات وتعظيما للأجور وليكون قدوة لغيره في الصبر والاحتساب، فالحاصل أنه قد يكون البلاء لرفع الدرجات وإعظام الأجور كما يفعل الله بالأنبياء وبعض الأخيار، وقد يكون لتكفير السيئات كما في قوله تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} (¬1) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما أصاب المسلم من هم ولا غم ولا نصب ولا وصب ولا حزن ولا أذى إلا كفر الله به من خطاياه حتى الشوكة يشاكها (¬2) » وقوله صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيرا يصب منه (¬3) » وقد يكون ذلك عقوبة معجلة بسبب المعاصي وعدم المبادرة للتوبة كما في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة (¬4) » خرجه الترمذي وحسنه.
¬__________
(¬1) سورة النساء الآية 123
(¬2) صحيح البخاري المرضى (5642) ، صحيح مسلم البر والصلة والآداب (2573) ، سنن الترمذي الجنائز (966) ، مسند أحمد بن حنبل (3/19) .
(¬3) صحيح البخاري المرضى (5645) ، مسند أحمد بن حنبل (2/237) ، موطأ مالك الجامع (1752) .
(¬4) سنن الترمذي الزهد (2396) .