الفقه

مجموع الفتاوى لابن باز




مجموع الفتاوى لابن باز

(ج: 6 - ص: 68)

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار (¬1) » وقال النبي صلى الله عليه وسلم «من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار (¬2) » وقال النبي صلى الله عليه وسلم «لعن الله من ذبح لغير الله (¬3) » ومن الشرك الأصغر الرياء والحلف بغير الله كالحلف بالكعبة، والحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم، والحلف بالأمانة وغير ذلك من المخلوقات؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر قالوا يا رسول الله ما هو؟ قال: الرياء (¬4) » وقال النبي صلى الله عليه وسلم «من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت (¬5) » متفق عليه وقال عليه الصلاة والسلام «من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك (¬6) » رواه أبو داود والترمذي، وحديث ابن عمر رضي الله عنهما بإسناد صحيح، وروى الإمام أحمد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من حلف بشيء دون الله فقد أشرك (¬7) » وقال صلى الله عليه وسلم: «من حلف بالأمانة فليس منا (¬8) » . والأحاديث في النهي عن الحلف بغير الله والترهيب في ذلك كثيرة فالواجب على جميع المسلمين الحذر والتحذير من ذلك وتخصيص الله سبحانه بالحلف مع تحري الصدق في ذلك؛ لأن الحلف تعظيم للمحلوف به، والله سبحانه هو المستحق لكل تعظيم وإجلال. ومن أنواع الشرك الأصغر: قول: (ما شاء الله وشئت يا فلان) ، (وهذا من الله ومنك) ، (لولا الله وأنت) ، (ولولا الله وفلان) ، وهذا كله من الشرك الأصغر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان (¬9) » وقال ابن عباس في قول الرجل لصاحبه: (ما شاء الله وشئت) ، (ولولا الله وفلان) : هذا كله بالله شرك «وقال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت، قال: أجعلتني لله ندا؟ ما شاء الله وحده (¬10) » فالواجب على كل مسلم أن يتفقه في دينه، وأن يحذر الشرك كله قليله وكثيره وصغيره وكبيره، وأن يتفقه في الدين، ويسأل عما أشكل عليه؛ لقول الله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (¬11)
¬__________
(¬1) صحيح البخاري العلم (129) ، صحيح مسلم الإيمان (32) ، مسند أحمد بن حنبل (3/157) .
(¬2) صحيح البخاري تفسير القرآن (4497) ، مسند أحمد بن حنبل (1/374) .
(¬3) صحيح مسلم الأضاحي (1978) ، سنن النسائي الضحايا (4422) ، مسند أحمد بن حنبل (1/118) .
(¬4) مسند أحمد بن حنبل (5/428) .
(¬5) صحيح البخاري الشهادات (2679) ، صحيح مسلم الأيمان (1646) ، سنن الترمذي النذور والأيمان (1534) ، سنن أبو داود الأيمان والنذور (3249) ، موطأ مالك النذور والأيمان (1037) ، سنن الدارمي النذور والأيمان (2341) .
(¬6) سنن الترمذي النذور والأيمان (1535) ، سنن أبو داود الأيمان والنذور (3251) ، مسند أحمد بن حنبل (2/69) .
(¬7) مسند أحمد بن حنبل (1/47) .
(¬8) سنن أبو داود الأيمان والنذور (3253) ، مسند أحمد بن حنبل (5/352) .
(¬9) سنن أبو داود الأدب (4980) ، مسند أحمد بن حنبل (5/399) .
(¬10) مسند أحمد بن حنبل (1/214) .
(¬11) سورة النحل الآية 43