الفقه

مجموع الفتاوى لابن باز




مجموع الفتاوى لابن باز

(ج: 8 - ص: 199)

وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} (¬1) وروى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار (¬2) » .
وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم بفعله وقوله بطلان ديانة من لم يدخل في دين الإسلام، فقد حارب اليهود والنصارى، كما حارب غيرهم من الكفار، وأخذ ممن أعطاه منهم الجزية حتى لا يمنعوا وصول الدعوة إلى بقيتهم، وحتى يدخل من شاء منهم في الإسلام دون خوف من قومه أن يصدوه أو يمنعوه أو يقتلوه.
وقد روى البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «بينما نحن في المسجد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: انطلقوا إلى يهود. فخرجنا معه حتى جئنا بيت المدراس، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فناداهم فقال: يا معشر يهود، أسلموا تسلموا. فقالوا: قد بلغت يا أبا القاسم. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك أريد، أسلموا تسلموا. فقالوا: قد بلغت يا أبا القاسم. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك أريد. ثم قالها الثالثة (¬3) » . . . . الحديث.
والمقصود: أنه صلى الله عليه وسلم ذهب إلى أهل الديانة من اليهود في بيت مدراسهم فدعاهم إلى الإسلام، وقال لهم: «أسلموا تسلموا (¬4) » ، وكررها
¬__________
(¬1) سورة البينة الآية 6
(¬2) صحيح مسلم الإيمان (153) ، مسند أحمد بن حنبل (2/350) .
(¬3) صحيح البخاري الإكراه (6944) ، صحيح مسلم الجهاد والسير (1765) ، سنن أبو داود الخراج والإمارة والفيء (3003) ، مسند أحمد بن حنبل (2/451) .
(¬4) صحيح البخاري الإكراه (6944) ، صحيح مسلم الجهاد والسير (1765) ، سنن أبو داود الخراج والإمارة والفيء (3003) ، مسند أحمد بن حنبل (2/451) .