الفقه

مجموع الفتاوى لابن باز




مجموع الفتاوى لابن باز

(ج: 9 - ص: 264)

جاهدت في سبيلك، أمرت بالجهاد فجاهدت في سبيلك، قال: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، ولكنك جاهدت ليقال: هو جريء - يعني شجاع - وقد قيل ذلك، فيؤمر فيسحب على وجهه إلى النار. ويؤتى بالمتصدق الذي تصدق بالمال فيقال له: فيم تصدقت؟ قال: أمرت بالصدقة في سبيلك فما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيه إلا أنفقت فيه، فيقول الله له: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت، ولكنك تصدقت ليقال: هو جواد وقد قيل ذلك فيسحب على وجهه إلى النار (¬1) » وفي هذا الحديث وأمثاله التحذير من الرياء والعمل لغير الله. وقد قال الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ} (¬2) {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} (¬3) {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ} (¬4) {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} (¬5) والويل معناه: الإشارة إلى شدة العذاب نعوذ بالله من ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله، ومن هذا قول الله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} (¬6)
¬__________
(¬1) رواه البخاري في الإمارة برقم 3527، والترمذي في الزهد برقم 2304، والنسائي في الجهاد برقم 3086.
(¬2) سورة الماعون الآية 4
(¬3) سورة الماعون الآية 5
(¬4) سورة الماعون الآية 6
(¬5) سورة الماعون الآية 7
(¬6) سورة النساء الآية 142