الفقه

مجموع الفتاوى لابن باز




مجموع الفتاوى لابن باز

(ج: 2 - ص: 208)

والواجب أن تؤدى الصلاة جماعة في المسجد لما لها من الفضل العظيم، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصلاة جماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة (¬1) » متفق عليه. ولقد هم رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحريق البيوت على رجال يتخلفون عن صلاة الجماعة. في حديث متفق عليه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر (¬2) » خرجه ابن ماجه والدارقطني وابن حبان والحاكم بإسناد صحيح. وذلك يدل على عظم شأن أدائها في الجماعة.
وهذه الصلاة من تمامها وشرط قبولها عند الله سبحانه وتعالى الخشوع والاطمئنان فيها، قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} (¬3) {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} (¬4) وأمر النبي صلى الله عليه وسلم من لم يطمئن في صلاته أن يعيدها.
والصلاة مظهر من مظاهر المساواة والأخوة والانتظام، وتوحيد وجهتهم إلى الكعبة المشرفة قبلتهم. وفي الصلاة راحة للمؤمن وقرة عين، كما قال عليه الصلاة والسلام: «وجعلت قرة عيني في الصلاة (¬5) » وكان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إليها، لقوله تعالى: {اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} (¬6) وكان يقول لبلال: «يا بلال أرحنا بها (¬7) » . لأن المسلم إذا وقف للصلاة إنما يقف أمام خالقه سبحانه وتعالى: فيستريح قلبه، وتطمئن نفسه، وتخشع جوارحه، وتقر عينه بربه ومولاه عز وجل.
والركن الثالث: إيتاء الزكاة: وهي فريضة اجتماعية سامية،
¬__________
(¬1) صحيح البخاري الأذان (645) ، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (650) ، سنن الترمذي الصلاة (215) ، سنن النسائي الإمامة (837) ، سنن ابن ماجه المساجد والجماعات (789) ، مسند أحمد بن حنبل (2/65) ، موطأ مالك النداء للصلاة (290) .
(¬2) سنن أبو داود الصلاة (551) ، سنن ابن ماجه المساجد والجماعات (793) .
(¬3) سورة المؤمنون الآية 1
(¬4) سورة المؤمنون الآية 2
(¬5) سنن النسائي عشرة النساء (3940) ، مسند أحمد بن حنبل (3/285) .
(¬6) سورة البقرة الآية 153
(¬7) سنن أبو داود الأدب (4985) ، مسند أحمد بن حنبل (5/371) .