الفقه

مجموع الفتاوى لابن باز




مجموع الفتاوى لابن باز

(ج: 2 - ص: 215)

فلا خير إلا دعى إليه رسولنا عليه الصلاة والسلام ودل أمته عليه، ولا شر إلا حذرهم منه، كما في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما بعث الله من نبي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم (¬1) » .
وفي مسند أحمد بإسناد صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق (¬2) » ورواه الحافظ الخرائطي بإسناد جيد: بلفظ: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق (¬3) » .
وفي الختام: وما نلاحظه اليوم من دخول الناس أفواجا من الكفرة والمشركين وأهل الكتاب من اليهود والنصارى، إنما هو دلالة على فشل الديانات والفلسفات الأخرى في إيجاد الطمأنينة والراحة والسعادة للناس، والواجب على المسلمين وخاصة الدعاة أن ينشطوا بين هذه الأمم لدعوتهم إلى دين الله، ولا ننسى قبل القيام بذلك أن نتمثل الإسلام فينا علما وسلوكا، فالبشرية بحاجة إلى من يخرجهم من الظلمات إلى النور {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (¬4)
أسأل الله أن يجعلنا دعاة خير، وأن يبصرنا بديننا، وأن يوفقنا في الدعوة إليه على بصيرة إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
¬__________
(¬1) صحيح مسلم الإمارة (1844) ، سنن النسائي البيعة (4191) ، سنن ابن ماجه الفتن (3956) ، مسند أحمد بن حنبل (2/191) .
(¬2) مسند أحمد بن حنبل (2/381) .
(¬3) مسند أحمد بن حنبل (2/381) .
(¬4) سورة فصلت الآية 33