الفقه

الدرر السنية في الأجوبة النجدية




الدرر السنية في الأجوبة النجدية

(ج: 4 - ص: 129)

وكما في قوله:
ألا ليت حظي من عطاياك أنني ... علمت وراء الرمل ما أنت صانعُ
والثاني بمعنى: `حقاً` أو `أحق`، وزعم بعض الناس أنها تكون حرف عرض بمعنى `لولا`، فيختص بالفعل كما في قولك: أما يقوم، أما يقعد، ونحوه. و`أما` نحو: أما كان فيهم من يفهم؟ فالهمزة للاستفهام، وما: حرف نفي؛ وليست مما نحن فيه، فتنبه! وأما قولك: ما وجه نصب `عدد خلقه ورضى نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته`؟ فاعلم: أن نصب هذه المصادر على أنها نعت لـ`سبحان`، لأنه اسم محذوف العامل وجوباً، لكونه بدلاً من اللفظ بفعل مهمل، كقول الشاعر:
ثم قالوا تحبها قلت بهراً ... عدد الرمل والحصى والترابِ
فبهرا هنا: اسم منصوب على المفعولية المطلقة، لكونه هنا بمعنى `عجباً` لكن فعله مهمل غير مستعمل، فلذلك حذف وجوباً. وعدد الرمل في البيت: نعت له، ويحتمل أن عدداً وما عطف عليه نصب على المفعولية المطلقة. والعامل يقدر `سبحته` أو `نزهته`، فهو كقوله: {فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً} [سورة النور آية: 4] ، لأن `سبحان`: علم على معنى التنْزية والبراءة، أو على لفظه فلا يعمل في المفعول؛ ويمكن أن يقال: لا حاجة إلى هذا التقدير، لأن الاسم قد يعمل لما فيه من رائحة الفعل، ويكون النصب لسبحان، ويقويه قول ابن مالك: