الدرر السنية في الأجوبة النجدية
الدرر السنية في الأجوبة النجدية
(ج: 5 - ص: 103)
يقول: إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله قد اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً. ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد! فإني أنهاكم عن ذلك ` 1.
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ` قاتل الله إليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ` 2. وفي رواية لمسلم: ` لعن الله إليهود والنصارى ` 3 الحديث. وفي الصحيحين عن عائشة وابن عباس، رضي الله عنهم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه: ` لعن الله إليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ` 4، يحذر ما صنعوا، ولولا ذلك لأبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً؛ قوله: `خشي`: تعليل لمنع إبراز قبره؛ فقد نهى صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد في آخر حياته، ثم إنه لعن وهو في السياق من فعله، وذلك لأن الفتنة بالصلاة عند القبور ومشابهة عباد الأوثان، أعظم من الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها، وقد نهى عن الصلاة في هذه الأوقات، سداً لذريعة التشبه بالمشركين، التي لا تكاد تخطر ببال المصلي، فكيف بهذه الذريعة القريبة التي تدعو فاعلها إلى الشرك، الذي أصله التعظيم بما لم يشرع والغلو فيها. وقد أخرج الإمام أحمد،
__________
1 مسلم: المساجد ومواضع الصلاة (532) .
2 البخاري: الصلاة (437) , ومسلم: المساجد ومواضع الصلاة (530) , والنسائي: الجنائز (2047) , وأبو داود: الجنائز (3227) , وأحمد (2/246, 2/284, 2/366, 2/396, 2/453, 2/518) .
3 البخاري: الصلاة (436) , ومسلم: المساجد ومواضع الصلاة (529) , والنسائي: المساجد (703) والجنائز (2046) , وأحمد (1/218, 6/34, 6/80, 6/121, 6/146, 6/228, 6/252, 6/255, 6/274, 6/275) , والدارمي: الصلاة (1403) .
4 البخاري: الصلاة (436) , ومسلم: المساجد ومواضع الصلاة (529) , والنسائي: المساجد (703) والجنائز (2046) , وأحمد (1/218, 6/34, 6/80, 6/121, 6/146, 6/228, 6/252, 6/255, 6/274, 6/275) , والدارمي: الصلاة (1403) .
- المجلد الأول: (كتاب العقائد)
- المجلد الثاني: (كتاب التوحيد)
- المجلد الثالث: (كتاب الأسماء والصفات)
- المجلد الرابع: (القسم الأول من كتاب العبادات)
- المجلد الخامس: (القسم الثاني من كتاب العبادات)
- المجلد السادس: (كتاب البيع)
- المجلد السابع: (من كتاب الوقف إلى نهاية الإقرار)
- المجلد الثامن: (القسم الأول من: كتاب الجهاد)
- المجلد التاسع: (القسم الثاني من: كتاب الجهاد، وأول كتاب حكم المرتد)
- المجلد العاشر: (القسم الأخير من كتاب حكم المرتد)
- المجلد الحادي عشر: (القسم الأول من كتاب مختصرات الردود)
- المجلد الثاني عشر: (القسم الثاني من كتاب مختصرات الردود)
- المجلد الثالث عشر: (تفسير واستنباط لسور وآيات من القرآن الكريم)
- المجلد الرابع عشر: (كتاب النصائح)
- المجلد الخامس عشر: (القسم الأول من البيان الواضح وأنبل النصائح عن ارتكاب الفضائح)
- المجلد السادس عشر: (القسم الثاني من البيان الواضح، وتراجم أصحاب تلك الرسائل والأجوبة)