الدرر السنية في الأجوبة النجدية
الدرر السنية في الأجوبة النجدية
(ج: 1 - ص: 509)
هذا دين المرسلين، خلافا للنصارى القائلين: هو نفس الكلمة، وهم من أضل الخلق وأضعفهم عقولا، لأنهم لم يفرقوا بين الخلق والأمر; قال تعالى: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} [سورة الأعراف آية: 54] ففرق تعالى بين خلقه وأمره; ومنه رد السلف، والأئمة على من قال: القرآن مخلوق.
وفي قوله: وروح منه كشف شبهة النصارى القائلين بإلهية عيسى، وأنه من ذات الله، لأن في هذا الحديث أنه روح من جملة الأرواح المخلوقة المحدثة، فهو منه خلقا وإيجادا، وليس من ذاته كما قالت النصارى; ومثله قوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً} [سورة الجاثية آية: 13] فـ `منه` هنا، وفي الحديث، وفي آية النساء، بمعنى واحد، وهو خلقه وإيجاده.
وفي قوله: ` وأن الجنة حق، والنار حق ` 1 الإيمان بالوعد، الوعيد، والجزاء بعد البعث، وفيه: الإيمان بالساعة; وفيه: الإيمان بالبعث بعد الموت، وأن ذلك لحكمة، وهي: ظهور مقتضى أسمائه الحسنى، وصفاته العلى، من إثابة أوليائه وكرامتهم، وعقاب أعدائه، وإهانتهم، وظهور حمده، واعتراف جميع خلقه له به.
__________
1 مسلم: الجهاد والسير (1807) , والنسائي: البيعة (4159) , وأبو داود: الجهاد (2538 ,2752) , وأحمد (4/48 ,4/52) .
- المجلد الأول: (كتاب العقائد)
- المجلد الثاني: (كتاب التوحيد)
- المجلد الثالث: (كتاب الأسماء والصفات)
- المجلد الرابع: (القسم الأول من كتاب العبادات)
- المجلد الخامس: (القسم الثاني من كتاب العبادات)
- المجلد السادس: (كتاب البيع)
- المجلد السابع: (من كتاب الوقف إلى نهاية الإقرار)
- المجلد الثامن: (القسم الأول من: كتاب الجهاد)
- المجلد التاسع: (القسم الثاني من: كتاب الجهاد، وأول كتاب حكم المرتد)
- المجلد العاشر: (القسم الأخير من كتاب حكم المرتد)
- المجلد الحادي عشر: (القسم الأول من كتاب مختصرات الردود)
- المجلد الثاني عشر: (القسم الثاني من كتاب مختصرات الردود)
- المجلد الثالث عشر: (تفسير واستنباط لسور وآيات من القرآن الكريم)
- المجلد الرابع عشر: (كتاب النصائح)
- المجلد الخامس عشر: (القسم الأول من البيان الواضح وأنبل النصائح عن ارتكاب الفضائح)
- المجلد السادس عشر: (القسم الثاني من البيان الواضح، وتراجم أصحاب تلك الرسائل والأجوبة)