الدرر السنية في الأجوبة النجدية
الدرر السنية في الأجوبة النجدية
(ج: 1 - ص: 511)
النفس والذهن، لكن، لغلبة الشهود، وقوة الاستحضار، وتمكن حكم القلب، واستيلائه على القوى، صار كأنه مرئي بالعين، مسموع بالأذن، بحيث لا يشك المدرك في ذلك، ولا يرتاب البتة، ولا يقبل عذلا.
وحقيقة الأمر: أن ذلك كله شواهد، وأمثلة علمية، تابعة للمعتقد - إلى أن قال -: وليس مع القوم إلا الشواهد، والأمثلة العلمية، والرقائق، التي هي: ثمرة قرب القلب من الرب، وأنسه، واستغراقه في محبته، وذكره، واستيلاء سلطان معرفته عليه; والرب تبارك وتعالى، وراء ذلك كله: منَزه مقدس، عن اطلاع البشر على ذاته، وأنوار ذاته أو صفاته; وإنما هي الشواهد التي تقوم بقلب العبد، كما يقوم بقلبه شاهد الآخرة، والجنة والنار، وما أعد الله لأهلها. وهذا هو الذي وجده عبد الله بن حرام، يوم أحد، لما قال: ` واها لريح الجنة، إني لأجد ريحها دون أحد; ` ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: ` إذ مررتم برياض الجنة فارتعوا ` 1 وقوله: ` ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ` 2، فهي: روضة لأهل العلم والإيمان، لما يقوم بقلوبهم من شواهد الجنة، حتى كأنها لهم رأي عين; وإذا قعد المنافق هناك، لم يكن ذلك المكان في حقه روضة من رياض الجنة; فالعمل إنما هو على الشواهد، وعلى حسب شاهد العبد يكون عمله; انتهى ملخصا. وبه: يظهر معنى الحديث، وأن اختصاص هذا
__________
1 الترمذي: الدعوات (3509) .
2 البخاري: الجمعة (1195) , ومسلم: الحج (1390) , والنسائي: المساجد (695) , وأحمد (4/39 ,4/40 ,4/41) , ومالك: النداء للصلاة (463) .
- المجلد الأول: (كتاب العقائد)
- المجلد الثاني: (كتاب التوحيد)
- المجلد الثالث: (كتاب الأسماء والصفات)
- المجلد الرابع: (القسم الأول من كتاب العبادات)
- المجلد الخامس: (القسم الثاني من كتاب العبادات)
- المجلد السادس: (كتاب البيع)
- المجلد السابع: (من كتاب الوقف إلى نهاية الإقرار)
- المجلد الثامن: (القسم الأول من: كتاب الجهاد)
- المجلد التاسع: (القسم الثاني من: كتاب الجهاد، وأول كتاب حكم المرتد)
- المجلد العاشر: (القسم الأخير من كتاب حكم المرتد)
- المجلد الحادي عشر: (القسم الأول من كتاب مختصرات الردود)
- المجلد الثاني عشر: (القسم الثاني من كتاب مختصرات الردود)
- المجلد الثالث عشر: (تفسير واستنباط لسور وآيات من القرآن الكريم)
- المجلد الرابع عشر: (كتاب النصائح)
- المجلد الخامس عشر: (القسم الأول من البيان الواضح وأنبل النصائح عن ارتكاب الفضائح)
- المجلد السادس عشر: (القسم الثاني من البيان الواضح، وتراجم أصحاب تلك الرسائل والأجوبة)