الفقه

الدرر السنية في الأجوبة النجدية




الدرر السنية في الأجوبة النجدية

(ج: 2 - ص: 61)

فإن رزقكم الله الصبر على هذا، وصرتم من الغرباء الذين تمسكوا بدين الله مع ترك الناس إياه، فطوبى ثم طوبى، إن كنتم ممن قال فيه نبيكم صلى الله عليه وسلم: ` بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء قيل يا رسول الله، من الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس `1. فيا لها من نعمة! ويا لها من عظيمة! جعلنا الله وإياكم من أتباع الرسول، وحشرنا تحت لوائه، وأوردنا حوضه، الذي يرده من تمسك بدينه في الدنيا; ثم أنتم في أمان الله وحفظه، والسلام.
[رسالة الشيخ ابن عبد الوهاب إلى أحمد بن يحيى وذكره مخالفيه]
وله أيضا: رحمه الله تعالى:
بسم الله الرحمن الر حيم
من محمد بن عبد الوهاب، إلى أحمد بن يحيى، سلام عليكم، ورحمة الله، وبركاته.
وبعد: ما ذكرت من قبل مراسلة سليمان، فلا ينبغي أنها تغضبك، أولا: أنه لو خالف، فمثلك يحلم ; ولا يأتي بغايته هذا، ولا أكثر منه; وثانيا: أنك إذا عرفت أن كلامه ما له فيه قصد، إلا الجهد في الدين، ولو صار مخطئا فالأعمال بالنيات; والذي هذا مقصده يغتفر له، ولو جهل عليك، ونحن: ملزمون عليك لزمة جيدة; وربك ونبيك ودينك لزمتهم لزمة تتلاشى فيها كل لزمة; وهذه الفتنة الواقعة
__________
1 مسلم: الإيمان (145) , وابن ماجه: الفتن (3986) , وأحمد (2/389) .