الدرر السنية في الأجوبة النجدية
الدرر السنية في الأجوبة النجدية
(ج: 14 - ص: 541)
دسائس وكمائن، فيعود عليها باللوم، والتوبيخ، والتبكيت.
وليعلم: أن العليم الحكيم إنما ابتلاه ليعلم صبره وإيقانه، فيزداد رغبة لربه وانطراحا بين يديه، وانكسارا ودخولا على ربه، من باب الافتقار الصرف فعند ذلك يعود عليه ربه بعائدة بره ولطفه وكرمه، ويمده بمدد يرى أثره في حياته، وعقباه في آخرته؛ والابتلاء والامتحان يتميز به صادق الإيمان من كاذبه.
وقد ابتلى الله أولياءه وأصفياءه، وخاصة رسله، قال الله تعالى لعبده ورسوله، فيما أوحاه إليه: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [سورة التوبة آية: 25-26] .
وكذلك ما جرى عليه صلوات الله وسلامه عليه يوم أحد، حين كسرت رباعيته، وشج رأسه، وما ذلك لهوانه، وهوان أصحابه عليه، ولكن لزيادة ثوابهم، ورفعة درجاتهم: {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} [سورة آل عمران آية: 141] .
والمؤمن الموفق، إذا ناله شيء من الابتلاء، أوجب له عدم اتهام ربه بقضائه وقدره، وصبر واحتسب، وانتقل من الحال التي يكرهها الله، إلى الحال التي يحبها، وأما من ضعف صبره ويقينه، وقل احتسابه، فالمصائب لا تزيده إلا ريبا، وشكا، وإساءة ظن، واتهاما لمولاه، فيرجع بأخسر
- المجلد الأول: (كتاب العقائد)
- المجلد الثاني: (كتاب التوحيد)
- المجلد الثالث: (كتاب الأسماء والصفات)
- المجلد الرابع: (القسم الأول من كتاب العبادات)
- المجلد الخامس: (القسم الثاني من كتاب العبادات)
- المجلد السادس: (كتاب البيع)
- المجلد السابع: (من كتاب الوقف إلى نهاية الإقرار)
- المجلد الثامن: (القسم الأول من: كتاب الجهاد)
- المجلد التاسع: (القسم الثاني من: كتاب الجهاد، وأول كتاب حكم المرتد)
- المجلد العاشر: (القسم الأخير من كتاب حكم المرتد)
- المجلد الحادي عشر: (القسم الأول من كتاب مختصرات الردود)
- المجلد الثاني عشر: (القسم الثاني من كتاب مختصرات الردود)
- المجلد الثالث عشر: (تفسير واستنباط لسور وآيات من القرآن الكريم)
- المجلد الرابع عشر: (كتاب النصائح)
- المجلد الخامس عشر: (القسم الأول من البيان الواضح وأنبل النصائح عن ارتكاب الفضائح)
- المجلد السادس عشر: (القسم الثاني من البيان الواضح، وتراجم أصحاب تلك الرسائل والأجوبة)