الدرر السنية في الأجوبة النجدية
الدرر السنية في الأجوبة النجدية
(ج: 14 - ص: 544)
وَإِلَيْهِ مَآبِ} [سورة الرعد آية: 36] .
فهذا أصل الدين وأساس ملة الإسلام، الذي لا يصح لأحد عمل إلا به، وهو دعوة جميع الرسل، وهو الذي خلق الله له جميع الخلق، كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ [سورة الذاريات آية: 56] .
والآيات في بيان هذا التوحيد، وأن جميع الرسل دعوا الناس إليه في القرآن أكثر من أن تحصر؛ يعرف ذلك من تدبره، وشرح الله صدره، ونصب الأدلة على أنه لا يستحق العبادة غيره، فمن ذلك ما ذكره الله تعالى من أسمائه الحسنى، وصفاته العليا التي هي صفات الكمال، وكذلك ما يشاهدونه من عظيم مخلوقاته.
ولذلك صار الشرك في العبادة أعظم ذنب عُصي الله به، وأوجب على المؤمنين مقاطعة أهله، والبراءة منهم، وجهادهم، والكفر بهم، وأباح دماءهم وأموالهم؛ فلا يكون المؤمن موحدا إلا بهذا، وهو مقتضى كلمة الإخلاص `لا إله إلا الله، `قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلاّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [سورة الأنفال آية: 73] .
فلا يصح للمؤمن دين، إلا بموالاة أهل التوحيد ومحبتهم، وبغض أهل الشرك والنفاق، والبراءة منهم، كما قال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا
- المجلد الأول: (كتاب العقائد)
- المجلد الثاني: (كتاب التوحيد)
- المجلد الثالث: (كتاب الأسماء والصفات)
- المجلد الرابع: (القسم الأول من كتاب العبادات)
- المجلد الخامس: (القسم الثاني من كتاب العبادات)
- المجلد السادس: (كتاب البيع)
- المجلد السابع: (من كتاب الوقف إلى نهاية الإقرار)
- المجلد الثامن: (القسم الأول من: كتاب الجهاد)
- المجلد التاسع: (القسم الثاني من: كتاب الجهاد، وأول كتاب حكم المرتد)
- المجلد العاشر: (القسم الأخير من كتاب حكم المرتد)
- المجلد الحادي عشر: (القسم الأول من كتاب مختصرات الردود)
- المجلد الثاني عشر: (القسم الثاني من كتاب مختصرات الردود)
- المجلد الثالث عشر: (تفسير واستنباط لسور وآيات من القرآن الكريم)
- المجلد الرابع عشر: (كتاب النصائح)
- المجلد الخامس عشر: (القسم الأول من البيان الواضح وأنبل النصائح عن ارتكاب الفضائح)
- المجلد السادس عشر: (القسم الثاني من البيان الواضح، وتراجم أصحاب تلك الرسائل والأجوبة)