الفقه

الدرر السنية في الأجوبة النجدية




الدرر السنية في الأجوبة النجدية

(ج: 15 - ص: 49)

وقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [سورة التحريم آية: 6] ، ومعنى الآية: مروهم وانهوهم، وعلموهم وأرشدوهم، وخذوا على أيديهم، كما قال صلى الله عليه وسلم: `لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد السفيه، ولتأطرنه على الحق أطرا، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم يلعنكم كما لعنهم` 1.
وقال في حق الأهل والعيال: `ولا ترفع عنهم عصاك أدبا، وأخفهم في الله عز وجل` 2 وقال: `ما نحل والد ولده` 3 أي أعطاه عطية `أفضل من أدب حسن` 4 وقال: `لأن يؤدب أحدكم ولده خير من أن يتصدق بصاع` 5، وورد `أن الجار يتعلق بجاره، ويوقفه بين يدي الله عز وجل ويقول: يا رب، سل هذا لما خانني؟ فيقول: يا رب ما خنته في أهل ولا مال، ويقول: رآني على ذنب كذا وكذا، فلم يأمرني ولم ينهني` معناه: رآني على فعل محظور، أو ترك مأمور.
وقال صلى الله عليه وسلم: `انصر أخاك ظالما أو مظلوما فقال: أنصره إذا كان مظلوما، فكيف أنصره إذا كان ظالما؟ قال: `تحجزه وتمنعة من الظلم` 6 فهذا نصره في الحقيقة، فإذا أمرته ونهيته وأدبته فقد نصرته؛ وإذا تركته فقد خنته وغششته، وتحملت تبعته يوم القيامة؛ وهو كالغريق في
__________
1 أبو داود: الملاحم (4336) .
2 أحمد (5/238) .
3 الترمذي: البر والصلة (1952) , وأحمد (3/412) .
4 الترمذي: البر والصلة (1952) , وأحمد (3/412) .
5 الترمذي: البر والصلة (1951) .
6 البخاري: المظالم والغصب (2444) , والترمذي: الفتن (2255) , وأحمد (3/99 ,3/201) .