الدرر السنية في الأجوبة النجدية
الدرر السنية في الأجوبة النجدية
(ج: 15 - ص: 171)
الحديث، من الغناء والمعازف، تكون عاقبته الضلال عن سبيل الله والإضلال، واتخاذ سبيل الله هزوا، والإعراض عن آيات الله استكبارا، واحتقارا، وإن لم يشعر بذلك ولم يقصده.
وعلى المعنى الثاني: وهو كونها لتعليل الأمر القدري، يكون المعنى: أن الله سبحانه قضى وقدر على بعض الناس، أن يشتري لهو الحديث ليضل به عن سبيل الله.
وعلى كلا التقديرين، فالآية الكريمة تفيد ذم من اشترى لهو الحديث، ووعيده، بأن مصيره إلى الضلال، والاستهزاء بسبيل الله، والتولي عن كتاب الله؛ وهذا هو الواقع الكثير والمشاهد، ممن اشتغل بلهو الحديث، من الأغاني والمعازف، واستحسنها وشغف بها، يكون مآله إلى: قسوة القلب، والضلال عن الحق، إلا من عصم الله.
وقد دلت الشريعة الإسلامية الكاملة في مصادرها ومواردها، على وجوب الحذر من وسائل الضلال والفساد، والتحذير منها، حذرا من الوقوع في غاياتها؛ كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن شرب القليل الذي لا يسكر، حذرا من الوقوع في المسكر، حيث قال عليه الصلاة والسلام: `ما أسكر كثيره فقليله حرام` 1.
ونهى عن الصلاة بعد الصبح، وبعد العصر، لئلا يكون ذلك وسيلة إلى الوقوع فيما وقع فيه بعض المشركين، من عبادة الشمس عند طلوعها وغروبها؛ ونظائر ذلك كثيرة،
__________
1 الترمذي: الأشربة (1865) , وأبو داود: الأشربة (3681) , وابن ماجه: الأشربة (3393) , وأحمد (3/343) .
- المجلد الأول: (كتاب العقائد)
- المجلد الثاني: (كتاب التوحيد)
- المجلد الثالث: (كتاب الأسماء والصفات)
- المجلد الرابع: (القسم الأول من كتاب العبادات)
- المجلد الخامس: (القسم الثاني من كتاب العبادات)
- المجلد السادس: (كتاب البيع)
- المجلد السابع: (من كتاب الوقف إلى نهاية الإقرار)
- المجلد الثامن: (القسم الأول من: كتاب الجهاد)
- المجلد التاسع: (القسم الثاني من: كتاب الجهاد، وأول كتاب حكم المرتد)
- المجلد العاشر: (القسم الأخير من كتاب حكم المرتد)
- المجلد الحادي عشر: (القسم الأول من كتاب مختصرات الردود)
- المجلد الثاني عشر: (القسم الثاني من كتاب مختصرات الردود)
- المجلد الثالث عشر: (تفسير واستنباط لسور وآيات من القرآن الكريم)
- المجلد الرابع عشر: (كتاب النصائح)
- المجلد الخامس عشر: (القسم الأول من البيان الواضح وأنبل النصائح عن ارتكاب الفضائح)
- المجلد السادس عشر: (القسم الثاني من البيان الواضح، وتراجم أصحاب تلك الرسائل والأجوبة)