الدرر السنية في الأجوبة النجدية
الدرر السنية في الأجوبة النجدية
(ج: 16 - ص: 31)
وأما قولكم في هذه القلة التي هي نفسها لا تفعل شيئا سوى نقل النصوص الفقهية، فاعلم أن النصوص الفقهية المستمدة من الكتاب والسنة، هي من أفضل ما اشتغل بها، وصرفت الأنفاس في تفهمها. والتفقه أمر مفروض على هذه الأمة، كما قال تعالى: {فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ} [سورة التوبة آية: 122] ، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: `من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين` 1.
وأما قولكم: إن هذه القلة لا تأتي بجديد، فهذا الوصف هو الذي جعلهم بهذه المنْزلة الرفيعة، وهو الذي جبل القلوب على مودتهم، واعتماد أقوالهم؛ ولو كانوا يأتون بجديد لم تأت به الشريعة، لضرب بأقوالهم عرض الحائط، ووجب الرد عليهم، ودخلوا تحت قوله صلى الله عليه وسلم `من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد` 2. وأما قولكم: بأن هذه النصوص الفقهية مضى عليها مئات السنين، فيفهم منه: أن هذا نقص فيها، وهذا في الحقيقة يدل على الكمال التام; فإن مرور مئات السنين عليها، دليل على صلاحيتها وحسنها، وأنه لا يستطيع أحد نقضها، ولا الاعتراض عليها جملة؛ وإن قدر وجود أخطاء قليلة، فهذا شيء لا يقدح فيها، ولا في أهلها، لأن العصمة لا تكون إلا للأنبياء.
__________
1 البخاري: العلم (71) , ومسلم: الزكاة (1037) , وابن ماجه: المقدمة (221) , وأحمد (4/93 ,4/98) , ومالك: الجامع (1667) , والدارمي: المقدمة (224 ,226) .
2 البخاري: الصلح (2697) , ومسلم: الأقضية (1718) , وأبو داود: السنة (4606) , وابن ماجه: المقدمة (14) , وأحمد (6/240 ,6/270) .
- المجلد الأول: (كتاب العقائد)
- المجلد الثاني: (كتاب التوحيد)
- المجلد الثالث: (كتاب الأسماء والصفات)
- المجلد الرابع: (القسم الأول من كتاب العبادات)
- المجلد الخامس: (القسم الثاني من كتاب العبادات)
- المجلد السادس: (كتاب البيع)
- المجلد السابع: (من كتاب الوقف إلى نهاية الإقرار)
- المجلد الثامن: (القسم الأول من: كتاب الجهاد)
- المجلد التاسع: (القسم الثاني من: كتاب الجهاد، وأول كتاب حكم المرتد)
- المجلد العاشر: (القسم الأخير من كتاب حكم المرتد)
- المجلد الحادي عشر: (القسم الأول من كتاب مختصرات الردود)
- المجلد الثاني عشر: (القسم الثاني من كتاب مختصرات الردود)
- المجلد الثالث عشر: (تفسير واستنباط لسور وآيات من القرآن الكريم)
- المجلد الرابع عشر: (كتاب النصائح)
- المجلد الخامس عشر: (القسم الأول من البيان الواضح وأنبل النصائح عن ارتكاب الفضائح)
- المجلد السادس عشر: (القسم الثاني من البيان الواضح، وتراجم أصحاب تلك الرسائل والأجوبة)