الفقه

الدرر السنية في الأجوبة النجدية




الدرر السنية في الأجوبة النجدية

(ج: 3 - ص: 83)

واحدة، يتكفاها الجبار، كما يتكفأ أحدكم خبزته في السفر، نزلا لأهل الجنة `1، وفي الصحيح مرفوعا: ` إن الله يبسط يده بالليل، ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل `2، وفي الصحيح أيضا مرفوعا: ` المقسطون عند الله يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين `3، وقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ` خلق الله آدم، ثم مسح ظهره بيمينه، ثم استخرج ذريته منه، قال: خلقت هؤلاء للجنة، وبعمل أهل الجنة يعملون `4 الحديث، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ` ما تصدق أحد بصدقة من كسب طيب - ولا يقبل الله إلا طيبا - إلا أخذها الرحمن بيمينه، فتربو في كف الرحمن، حتى تكون أعظم من الجبل `5 متفق على صحته.
وقال نافع: عن ابن عمر: سألت ابن أبي مليكة6 عن يد الله، أواحدة؟ أم اثنتان؟ فقال، اثنتان، وقال عبد الله بن عباس: ` ما السماوات السبع، والأرضون السبع، وما فيهما في يد الله، إلا كخردلة في يد أحدكم `، وقال ابن عمر، وابن عباس: `أول شيء خلق الله القلم، فأخذه بيمينه، وكلتا يديه يمنى، فكانت الدنيا وما فيها من عمل معمول، في بر، وبحر، ورطب، ويابس، فأحصاه عنده`، وقال ابن وهب عن أسامة عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ على المنبر: {وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}
__________
1 البخاري: الرقاق (6520) .
2 مسلم: التوبة (2759) , وأحمد (4/395 ,4/404) .
3 مسلم: الإمارة (1827) , والنسائي: آداب القضاة (5379) , وأحمد (2/160) .
4 الترمذي: تفسير القرآن (3075) , وأبو داود: السنة (4703) , وأحمد (1/44) , ومالك: الجامع (1661) .
5 مسلم: الزكاة (1014) , والنسائي: الزكاة (2525) , وابن ماجه: الزكاة (1842) , وأحمد (2/538) .
6 الصواب (نافع بن عمر الجمحي سالت ابن أبي مليكة) كما في كتاب النقض للدارميص 286، وابن أبي مليكة تلميذ لابن عمر رضي الله عنهما (انظر التهذيب لابن حجر 5/307) وليس العكس.