الدرر السنية في الأجوبة النجدية
الدرر السنية في الأجوبة النجدية
(ج: 4 - ص: 384)
الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ} [سورة الأعراف آية: 204] ؛ قال أحمد: أجمع الناس أن هذه الآية في الصلاة، وقوله صلى الله عليه وسلم: `وإذا قرأ ` يعني: الإمام، `فأنصتوا `، ولقوله صلى الله عليه وسلم: ` كل صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج، إلا وراء الإمام ` 1، ولقوله: ` من كان له إمام، فقراءة الإمام له قراءة ` 2، وموافق أيضاً للآثار المروية عن الصحابة والتابعين، التي ذكرها الإمام صديق، رحمه الله، في شرح البلوغ، فمعناها يوافق ما تقدم؛ وإن كان في بعض أسانيد هذه الأحاديث والآثار مقال، فبعضها يقوى بعضاً، والله أعلم.
ويوافق هذا القول أيضاً: تقريره صلى الله عليه وسلم أبا بكرة، حيث لم يأمره بإعادة تلك الركعة التي لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب، مع أن في بعض روايات الحديث: ` خشيت أن تفوتني ركعة معك ... ` الحديث.
ومعلوم: أنه صلى الله عليه وسلم لا يقر على باطل قطعاً، وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز شرعاً، فلو كانت ركعته غير صحيحة، لأمره بإعادتها، كما أمر الأعرابي الذي لم يطمئن في صلاته بإعادتها، ولم يعذره بجهله، لتمكنه من العلم بمعرفة صلاته، وكذلك الذي رآه يصلي خلف الصف منفرداً، أمره أن يعيد صلاته، اللهم إلا أن يكون قد ثبت بنقل صحيح، أن أبا بكرة أمر بإعادة صلاته، فالرجوع إلى الحق أولى من التمادي في الباطل.
__________
1 مسلم: الصلاة (395) , والترمذي: تفسير القرآن (2953) , والنسائي: الافتتاح (909) , وأبو داود: الصلاة (821) , وابن ماجة: إقامة الصلاة والسنة فيها (838) , وأحمد (2/290) , ومالك: النداء للصلاة (189) .
2 ابن ماجة: إقامة الصلاة والسنة فيها (850) , وأحمد (3/339) .
- المجلد الأول: (كتاب العقائد)
- المجلد الثاني: (كتاب التوحيد)
- المجلد الثالث: (كتاب الأسماء والصفات)
- المجلد الرابع: (القسم الأول من كتاب العبادات)
- المجلد الخامس: (القسم الثاني من كتاب العبادات)
- المجلد السادس: (كتاب البيع)
- المجلد السابع: (من كتاب الوقف إلى نهاية الإقرار)
- المجلد الثامن: (القسم الأول من: كتاب الجهاد)
- المجلد التاسع: (القسم الثاني من: كتاب الجهاد، وأول كتاب حكم المرتد)
- المجلد العاشر: (القسم الأخير من كتاب حكم المرتد)
- المجلد الحادي عشر: (القسم الأول من كتاب مختصرات الردود)
- المجلد الثاني عشر: (القسم الثاني من كتاب مختصرات الردود)
- المجلد الثالث عشر: (تفسير واستنباط لسور وآيات من القرآن الكريم)
- المجلد الرابع عشر: (كتاب النصائح)
- المجلد الخامس عشر: (القسم الأول من البيان الواضح وأنبل النصائح عن ارتكاب الفضائح)
- المجلد السادس عشر: (القسم الثاني من البيان الواضح، وتراجم أصحاب تلك الرسائل والأجوبة)