الدرر السنية في الأجوبة النجدية
الدرر السنية في الأجوبة النجدية
(ج: 1 - ص: 546)
طير خضر، تسرح في رياض الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش ` 1 الحديث. وقد أخبر الله سبحانه أنهم في البرزخ {أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [سورة آل عمران آية: 169] . وقال أبو بكر الصديق: ` أما الموتة التي كتبت عليك، فقد متّها، ولن يجمع الله عليك موتتين `. وقد قام الدليل القاطع أنه عند النفخة في الصور، لا يبقى أحد حيا، فلو كان الأمر كما يزعمون، لكان الله قد يجمع عليه موتتين.
ولما قال صلى الله عليه وسلم: ` أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة، فإن صلاتكم معروضة علي، قالوا: كيف تعرض عليك، وقد أرمت - يعني بليت - قال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ` 2، ولم يقل لهم: أنا حي في قبري، كحياتي الآن، صلوات الله وسلامه عليه. انتهى كلامه رحمه الله.
وقال أيضا: ومقتضى قول من قال: ليس إلا أن غيبوا عنا، أنه يجوز أن يقال في الملائكة إنهم أموات، لكونهم مغيبين عنا. انتهى.
وقال ابن القيم أيضا: وأما السلام على القبور، وخطابهم، فلا يدل على أن أرواحهم ليست في الجنة، وأنها على أفنية القبور، فهذا سيد ولد آدم الذي روحه في أعلى عليين، مع الرفيق الأعلى صلى الله عليه وسلم، يسلم عليه عند قبره، ويرد سلام المسلم عليه; وقد وافق ابن عمر رضي الله عنه أن أرواح
__________
1 مسلم: الإمارة (1887) , والترمذي: تفسير القرآن (3011) , وابن ماجه: الجهاد (2801) , والدارمي: الجهاد (2410) .
2 النسائي: الجمعة (1374) , وأبو داود: الصلاة (1047 ,1531) , وابن ماجه: ما جاء في الجنائز (1636) , وأحمد (4/8) , والدارمي: الصلاة (1572) .
- المجلد الأول: (كتاب العقائد)
- المجلد الثاني: (كتاب التوحيد)
- المجلد الثالث: (كتاب الأسماء والصفات)
- المجلد الرابع: (القسم الأول من كتاب العبادات)
- المجلد الخامس: (القسم الثاني من كتاب العبادات)
- المجلد السادس: (كتاب البيع)
- المجلد السابع: (من كتاب الوقف إلى نهاية الإقرار)
- المجلد الثامن: (القسم الأول من: كتاب الجهاد)
- المجلد التاسع: (القسم الثاني من: كتاب الجهاد، وأول كتاب حكم المرتد)
- المجلد العاشر: (القسم الأخير من كتاب حكم المرتد)
- المجلد الحادي عشر: (القسم الأول من كتاب مختصرات الردود)
- المجلد الثاني عشر: (القسم الثاني من كتاب مختصرات الردود)
- المجلد الثالث عشر: (تفسير واستنباط لسور وآيات من القرآن الكريم)
- المجلد الرابع عشر: (كتاب النصائح)
- المجلد الخامس عشر: (القسم الأول من البيان الواضح وأنبل النصائح عن ارتكاب الفضائح)
- المجلد السادس عشر: (القسم الثاني من البيان الواضح، وتراجم أصحاب تلك الرسائل والأجوبة)