الدرر السنية في الأجوبة النجدية
الدرر السنية في الأجوبة النجدية
(ج: 15 - ص: 484)
{فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً} [سورة النساء آية: 63] : أمر الله نبيه بالإعراض عن المنافقين وإغلاظ القول عليهم، ولا يلقاهم بوجه طلق، بل يلقاهم بوجه عابس مكفهر، متغير من الغيظ.
فإذا كان هذا مع المنافقين الذين هم بين أظهر المسلمين، يصلون ويصومون ويحجون، ويجاهدون، فكيف بمن سافر إلى المشركين، وأقام بين أظهرهم أياما وليالي؟!
قلت: بل أشهرا وسنين مطمئنا، مستأذنا عليهم في بيوتهم، متعلما منهم مكثرا لهم التحية، ملينا لهم الكلام، وليس له عذر إلا طلب العاجلة؛ ولم يجعل الله الدنيا عذرا لمن اعتذر بها، كما نبه الله على ذلك في كتابه.
وفي حديث طويل قال: `لا يحملنكم الشيطان باستبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله، فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته`.
ولما نهى الله أن يقرب المشركون المسجد الحرام، قال: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [سورة التوبة آية: 28] ، فلم يعذر الله بالفقر والفاقة، والحاجة إلى ما في أيدي الكفار، وأخبر أنه {هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [سورة الذاريات آية: 58] .
وغاية ما عند الموالين الاعتذار بالحاجة، وما كان ذلك عذرا صحيحا كما بين الله في كتابه وعلى لسان رسوله.
فيا حسرة على العباد الذين عرفوا التوحيد، ونشؤوا
- المجلد الأول: (كتاب العقائد)
- المجلد الثاني: (كتاب التوحيد)
- المجلد الثالث: (كتاب الأسماء والصفات)
- المجلد الرابع: (القسم الأول من كتاب العبادات)
- المجلد الخامس: (القسم الثاني من كتاب العبادات)
- المجلد السادس: (كتاب البيع)
- المجلد السابع: (من كتاب الوقف إلى نهاية الإقرار)
- المجلد الثامن: (القسم الأول من: كتاب الجهاد)
- المجلد التاسع: (القسم الثاني من: كتاب الجهاد، وأول كتاب حكم المرتد)
- المجلد العاشر: (القسم الأخير من كتاب حكم المرتد)
- المجلد الحادي عشر: (القسم الأول من كتاب مختصرات الردود)
- المجلد الثاني عشر: (القسم الثاني من كتاب مختصرات الردود)
- المجلد الثالث عشر: (تفسير واستنباط لسور وآيات من القرآن الكريم)
- المجلد الرابع عشر: (كتاب النصائح)
- المجلد الخامس عشر: (القسم الأول من البيان الواضح وأنبل النصائح عن ارتكاب الفضائح)
- المجلد السادس عشر: (القسم الثاني من البيان الواضح، وتراجم أصحاب تلك الرسائل والأجوبة)