فتاوى اللجنة الدائمة - 1

(ج: 3 - ص: 133)

المشرق (¬1) » قال: ألا يجي قوله `رأس الكفر` أي: معظمه في المشرق. انتهى.
ونقل عن القاضي عياض ما نصه: قيل: يعني بالمشرق فارس؛ لأنها حينئذ دار معظمه، ورد بقوله في بقية الحديث (أهل الوبر) ، وفارس ليسوا بأهل الوبر، وقيل: يعني نجد مسكن ربيعة ومضر، وهي مشرق؛ لقوله في حديث ابن عمر حين قال صلى الله عليه وسلم: «اللهم بارك لنا في يمننا وشامنا، قالوا: وفي نجدنا يا رسول الله، قال: هنالك الزلازل والطاعون، وبها يطلع قرن الشيطان (¬2) » ، وفي الآخر حين قال: «اللهم أشدد وطأتك على مضر (¬3) » وأهل المشرق يومئذ من مضر مخالفون له، ولدعائه على مضر في غير موطن، ويقول حذيفة: لا تدع مضر عبدا لله إلا فتنوه وقتلوه، وكذا قال لهم حذيفة حين دخلوا على عثمان وملأوا الحجرة والبيت: لا تبرح ظلمة مضر لكل عبد لله مؤمن فتفتنه فتقتله، وقيل: يعني: ما وقع بالعراق في الصدر الأول من الفتنة الشديدة؛ كيوم الجمل، وصفين، وحروراء، وفتن بني أمية، وخروج دعاة بني العباس، وارتجاج الأرض فتنة، وكل
¬__________
(¬1) [صحيح مسلم شرح النووي] رقم (2 / 33) ، وابن منده في [الإيمان] برقم (434، 435، 437) .
(¬2) البخاري [فتح الباري] برقم (1037، 7094) ، والترمذي برقم (3948) .
(¬3) البخاري [فتح الباري] برقم (1006، 6393) ، ومسلم في [الصحيح] برقم (675) ، وأبو داود برقم (1442) ، والنسائي في [المجتبى] (2 / 201) .