الفقه

فتاوى اللجنة الدائمة - 1




فتاوى اللجنة الدائمة - 1

(ج: 25 - ص: 87)

فأخذ سكينا فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات، قال الله تعالى: بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة (¬1) » متفق عليه، وهذا لفظ البخاري.
ولهذا نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يتمنى الإنسان الموت لضر أصابه، في حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي (¬2) » أخرجه البخاري ومسلم، وهذا لفظ البخاري، وأخرج البخاري أيضا بلفظ آخر من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا يتمنين أحدكم الموت إما محسنا فلعله أن يزداد خيرا، وإما مسيئا فلعله أن يستعتب (¬3) » .
فإذا كان الإنسان منهيا عن مجرد تمني الموت وسؤال الله ذلك، فإن إقدام الإنسان على قتل نفسه أو المشاركة في ذلك تعد لحدود الله وانتهاك لحرماته؛ لأن فعل ذلك ينافي الصبر على أقدار الله، وفيه
¬__________
(¬1) صحيح البخاري أحاديث الأنبياء (3463) ، صحيح مسلم الإيمان (113) .
(¬2) أحمد 3 / 104، 171، 195، 208، 247، 281، والبخاري 7 / 10، 155 ومسلم 4 / 2064 برقم (2680) ، وأبو داود 3 / 480، 481 برقم (3108، 3109) ، والترمذي 3 / 302 برقم (971) ، والنسائي في (السنن) 4 / 3 برقم (1820، 1821) وفي (عمل اليوم والليلة) ص / 574، 575، برقم (1057، 1059، 1061) ، وابن ماجة 2 / 1425 برقم (4265) .
(¬3) صحيح البخاري المرضى (5673) .